نجح الفريق النسائي المتكون من الصديقتين إيمان وخولة، المتخصصتان في علم أحياء النباتات، في إرساء مشروع لزراعة الزعفران البيولوجي على أراض تونسية لأول مرة، وذلك بعد أن اجتهدت الشابتان في جلب بذور الزعفران من هولندا وإنباتها في مناطق تونس حتى تمكنتا من إنتاج كيلوغرامات من "الذهب الأحمر"، الذي يعد أغلى التوابل في العالم.
وأكدت باحثة المشروع خولة بن بعزيز أن" زراعة وإنتاج الزعفران تتطلب عملا دقيقا ومضنيا حتى أننا نحتاج لـ 250 زهرة زعفران لتوفير غرام واحد من الزعفران المجفف"، مشيرة إلى أنه من أغلى التوابل في العالم حيث يقدر ثمن الكيلوغرام منه بـ43 ألف دولار.
وتابعت خولة: "أسسنا ضيعتنا البيولوجية "زعفرانية" لتوفير الزعفران العضوي في السوق المحلية و للتصدير إلى أوروبا منذ 2017 و قد جاءت فكرة المشروع بعد فوزنا بجائزة مسابقة الاتحاد الأوروبي لمرافقة الشباب باعثي المشاريع المبتكرة في إفريقيا ثم بدأنا في إنتاج و زراعة زهور زعفران بجودة عالية بضمان شهادة الجودة الأوروبية التي حاز عليها منتوجنا، كما نحرص في مشروعنا الزراعي على الالتزام بنمط زراعي يحترم البيئة و يوفر مواطن عمل للنساء الريفيات حيث تؤمن النساء يدويا كل الأعمال داخل حقول الزعفران من الغراسة إلى القطف فتجفيف زهور الزعفران ثم تعبئته".
وتعمل الصديقتان خولة بن بعزيز وإيمان الحاج صالح داخل ضيعتهما على رعاية زهور الزعفران طيلة عام كامل حتى يحين موعد قطفها في شهر نوفمبر أو ديسمبر من كل عام.
وتقول إيمان إن زراعة الزعفران في تونس مغامرة اختارت خوضها رغم أن النبتة لم تكن تحظى باهتمام المزارعين في تونس إلا أنها خلال أبحاثها للدكتوراه في بيولوجيا النباتات وجدت ما يثبت أن الجدود كانوا يزرعون الزعفران في عدد من مناطق البلاد.
وحدثتنا المزارعة الشابة: "لقد درسنا أنا وخولة نفس الاختصاص في الجامعة التونسية ثم جمعتنا مخابر البحث في بيولوجيا النباتات في فرنسا وهناك قررنا المغامرة بزراعة وإنتاج الزعفران في تونس في البداية جلبنا البذور من الخارج فقد كانت مفقودة نهائيا من تونس".
"ثم بدأنا في زراعتها واستقبال زهورها البنفسجية بكل حب في انتظار شعيرات الزعفران التي تطل منها ثم تجفف وتتحول إلى توابل ثمينة في القيمة الغذائية والتجميلية".
و تتابع إيمان مفسرة: "الزعفران العضوي الأصلي ينبت على أرض خفيفة و غير طينية و يزهر مرة واحدة في السنة و تبزغ زهوره الزرقاء في ساعات الفجر و يجب قطفها يوميا في الصباح الباكر لأنها تذبل سريعا ثم تنزع ثلاث شعيرات رقيقة من كل زهرة حتى يتم تجفيفيها بعناية بالغة و بعد التجفيف الطبيعي يخسر الزعفران ثمانين بالمائة من حجمه و يتحول إلى التوابل المعروفة لقد نجحنا في ضيعتنا "زعفرانية" في إنتاج الصنف الأول منها وفق شهادات المخابر الأوروبية و نافسنا الإنتاج اليوناني والإسباني و المغربي."
وعن فوائد الزعفران تقول الدكتورة في بيولوجيا النباتات إيمان الحاج صالح إنه "مفيد للصحة ويعمل كمضاد التهابات جيد ويحمي من الاضطرابات الهضمية فضلا عن أهميته في تهدئة التوتر حتى أنه يعرف أيضا باسم زهرة السعادة واليوم هو مكون أساسي لأجود مواد التجميل وكريمات مقاومة التجاعيد دون أن ننسى حضوره في الأكلات العربية الطيبة وفي أطباق أفخم المطاعم العالمية".
وتتابع الباحثتان المزارعتان المغامرة بالتخطيط لتوسعة حقول الزعفران وتحسين المحصول وتحرصان على تطوير أبحاثهما في علم أحياء النباتات للاستفادة من منافع زهرة الزعفران وتعتبران أن أسعد لحظات العام بالنسبة لهما هي " رؤية اللون البنفسجي الجميل لزهور الزعفران ممتد على الحقول في مواسم القطف".
الثلاثاء، 14 فبراير 2023
الأربعاء، 18 مايو 2022
الزراعة في تونس |
من المتوقّع أن تسجل ولاية أريانة، خلال موسم الزراعات الكبرى 2021-2022، حوالي 184 ألف قنطار، أي بزيادة تقدّر بـ0.65 % مقارنة بالموسم الفلاحي المنقضي، وفق تقديرات أوليّة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحيّة.
وتتوزّع صابة الحبوب على 130 ألفا و190 قنطارًا من القمح الصلب، و8 آلاف و610 قنطارات من القمح الليّن، إضافة إلى 41 ألفا و700 قنطار من الشعير، و3500 قنطار من التريتيكال.
وتقدّر المساحات المخصّصة للحبوب بجهة أريانة، بـ 7750 هكتارا منها 5000 هكتار للقمح الصلب بمردودية تقدر بـ26 قنطارا للهكتار الواحد، و250 هكتارا للقمح الليّن بمردودية تقدر بـ34 قنطارا للهكتار، و2400 هكتار للشعير بمردودية تقدر بـ17 قنطارا للهكتار، و100 هكتار للتريتيكال بمردودية، تقدّر بـ35 قنطارا للهكتار أي بمعدل 23.7 هكتارا لكل الزراعات الحبوب.
وتجري الاستعدادات بصفة حثيثة على كل المستويات لموسم الحصاد والحفاظ على الصابة من الحرائق، وشهدت في هذا الإطار منطقة برج الطويل من معتمدية رواد بولاية أريانة، خلال الأسبوع المنقضي، عملية بيضاء تتمثل في السيطرة على حريق بأحد حقول القمح ومنع امتداه إلى مساحة غابية مجاورة، أجرتها وحدات الحماية المدنية بالجهة.
وانعقدت، عقب هذه العملية، جلسة عمل بمقر ولاية أريانة تحت إشراف والي الجهة ورئيس اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة، سمير عبد الجواد، خصّصت لمواصلة النظر في التدخلات والأعمال الاستباقية المتعلقة بصيانة واصلاح أعمدة الإطفاء، وتعهد المسالك الفلاحية والغابية ومسح حواشي الطرقات بما يضمن سرعة ونجاعة تدخّل فرق الحماية المدنية وبقية المتدخلين في حال اندلاع حرائق.