بدأت الاحتفالات الشعبية فور أن حطت الطائرة التي تقل المنتخب الأرجنتيني الفائز ببطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، التي استضافتها قطر مؤخرا.
ووصلت الطائرة التي تقل راقصي التانغو، وعلى رأسهم ليونيل ميسي، إلى مطار إيزيزا الدولي في بوينس آيرس، عائدة من قطر الثلاثاء عند الساعة 5:40 بتوقيت غرينتش.
وبعد فوزهم على فرنسا في نهائي كأس العالم الأحد في مباراة مشوقة، سيمضي اللاعبون ليلتهم في مجمع تدريب الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم قرب المطار حيث ينتظرهم آلاف المشجعين للترحيب بهم.
وكان ميسي أول من خرج من الطائرة، حيث كان يحمل بيده كأس العالم، وبعده مباشرة مدرب المنتخب ليونيل سكالوني، ثم تبعه المهاجم جوليان الفاريز الذي سجل أربعة أهداف خلال مونديال قطر وباقي أفراد المنتخب والبعثة الأرجنتينية.
نزل اللاعبون من الطائرة وشقوا طريقهم على سجادة حمراء وصولا الى حافلة مكشوفة على وقع أغنية، حتى بدأوا في جولة وسط مدينة بوينس آيرس حيث شوهد الملايين في يستقبلهم في الشوارع مع إعلان عطلة رسمية في البلاد.
ووضعت صورة لميسي على ذيل الطائرة مع عبارة "فريق واحد، بلد واحد، حلم واحد".
أكمل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، أمس الأحد، ما يمكن أن يوصف بـ"أعظم قصة رويت على الإطلاق".
كانت المباراة السادسة والعشرون والأخيرة من رحلته في بطولات كأس العالم، هي خاتمة جميع النهائيات، وهي لحظة لم تتحقق من قبل ومن المحتمل ألا تتكرر أبدا.
لقد فعل ميسي كل شيء ممكن لرفع هذه الكأس، ووقف أمام الجماهير المحتشدة في المدرجات وخلف الشاشات مبتسما ويلوح بكأس العالم.
كان من الصعب فهم ما مر به، ربما يمكن القول إنها مسيرة مهنية كاملة، وأنجحها جميعا، تلك التي اختتم بها أهم أمسية ربما في تاريخه.. ولكن في النهاية انتهى الأمر.
كان للعالم النهاية التي أرادها، ووفقا لما قاله المدرب الفرنسي، ديديه ديشامب "حتى بعض الفرنسيين كانوا في صف ميسي.. فقط لا تسأل كيف".
في مكان من أرض ملعب لوسيل، وجدت والدة ميسي طريقها أخيرا إليه ومعانقة ذلك الصبي الذي ترك وطنه الأرجنتين وهو في سن 13 عامًا، والرجل الذي اصطحبها الآن إلى اللقب الذي اشتاق إليه معظم عشاق كرة القدم المخلصين.
معا بكوا.. فعل الجميع ذلك.. ومن خجل من الدموع.
كانت الأرجنتين قد فازت بكأس العالم للمرة الأخيرة منذ العام 1986، ورفع دييغو مارادونا كأس العالم في تلك البطولة بطريقة ساحرة.
وتلك البطولة، تقريبا، هي التي خلدت مارادونا، إلى جانب إنجازاته العديدة مع الفرق التي لعب لها.
وكان ميسي، البالغ من العمر 35 عاما، يعاني مما ينقصه. أمر واحد فقط؟ فقد صنع ميسي تاريخا حافلا بالبطولات، حيث أحرز 10 ألقاب في بطولة الدوري الإسباني "الليغا"، وآخر في فرنسا، و4 ألقاب في دوري الأبطال "التشامبيونزليغ"، وبطولة كوبا أميركا 2021، ورقما قياسيا في الحصول على الكرة الذهبية (7 مرات).
اقتربت الأرجنتين من الفوز بهذه البطولة 3 مرات، ولكنها، برفقة ميسي لم تتمكن من ذلك على مدى 36 سنة.
وأخيرا.. بعد انتهاء ركلات الترجيح.. وإعلان الفائز باللقب الغالي.. كانت الساعة تشير إلى 9:31 مساء عندما اقترب ميسي من الكأس وقبلها بلطف.
لقد تم استدعاؤه ليرفع الكأس الذهبية إلى السماء.. إنها الكأس الأغلى عبر مسيرته الحافلة.
ولكن هل اللحظة التي اختارها لرفع الكأس بطريقته الخاصة.. أم محاولة لتقليد "البطل الحقيقي للأرجنتين".. مارادونا؟
رفعت الجماهير الأرجنتينية مارادونا على أكتافها.. وحمل الأخير الكأس ولوح بيده اليسرى ورفع الكأس بيده اليمنى بطريقة لا شعورية.
وكذلك فعلت الجماهير مع ميسي، حيث رفعته على أكتافها.. وفعل ميسي ما فعله مارادونا تماما.. لوح بيده اليسرى ورفع الكأس بيده اليمنى..
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه.. هل فعل ذلك بطريقة لا شعورية كما فعل مارادونا؟
هل مازال ميسي يعيش في ظل مارادونا؟
حمّل أسطورة مانشستر يونايتد غاري نيفيل مدرب البرتغال فرناندو سانتوس مسؤولية عدم استغلال نقاط قوة نجم المنتخب كريستيانو رونالدو في نهائيات كأس العالم 2022.
وفي حديثه قارن نيفيل ما حدث في المونديال مع رونالدو والبرتغال بحال الأرجنتين وليونيل ميسي، قائلا: "تمت إدارة تعاون ميسي مع لاعبي المنتخب الأرجنتيني على نحو جيد. لعب الفريق استنادا لنقاط قوة اللاعب".
وأضاف نيفيل: "الوضع مع المنتخب البرتغالي كان مختلفا. أشعر أن شيئا ما حدث في البطولة، جعل سانتوس يفكر في تحجيم رونالدو ودوره بالفريق".
وتابع: "شعرت بالأسف على رونالدو في النهاية، عندما كان يسير وهو يغادر البطولة باكيا. إنها ليست بصورة جيدة. لا يمكنني القول بأن رونالدو لم يقدم أداء جيدا في المونديال، فهو لعب على نحو يفوق ما يفعله لاعب في سن 37 عاما".
وسجل رونالدو هدفا واحدا فقط في 3 مباريات خلال مراحل المجموعات بمونديال قطر، وكان رد فعله قويا عندما استبدله سانتوس في وقت مبكر من الهزيمة أمام كوريا الجنوبية بهدفين مقابل واحد.
كذلك خرج رونالدو من التشكيلة الأساسية للمنتخب البرتغالي في مباراتي خروج المغلوب بكأس العالم.
وما أجج الهجوم على رونالدو، تسجيل بديله جونكالو راموس، لاعب بنفيكا البالغ من العمر 21 عاما، ثلاثية في الفوز على سويسرا 6-1.
وحافظ راموس على مكانه في ربع النهائي أمام المغرب، لكن سانتوس أشرك رونالدو في الدقيقة 51 في محاولة فاشلة لعكس تأخره بنتيجة 1-0.
تصرف رونالدو المحرج
قبل انطلاق مونديال قطر وتحديدا في الأول من نوفمبر الماضي، ردّ نيفيل على تصرف رونالدو "المحرج"، بعدما تجاهله الأخير قبيل لقاء مانشستر يونايتد ووستهام يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكان نيفيل، المدافع المعتزل، إلى جانب لاعب "الشياطين الحُمر" سابقا لويس ساها، ولاعب ليفربول السابق جيمي ريدناب.
وعندما دخل النجم البرتغالي الملعب للإحماء قبل مواجهة وستهام، صافح ساها وريدناب لكنه تجاهل نيفيل.
ووقتها علق قائد منتخب إنجلترا السابق على الموقف مازحا، حيث قال إنه كان "خارج قائمة بطاقات عيد الميلاد" بالنسبة لـ"الدون".
لكن في مقطع فيديو نشره اللاعب ميكا ريتشاردز على "تويتر"، سأل الأخير نيفيل عن الواقعة، فرد قائلا: "رونالدو لا يتصرف كما لو كنا زملاء سابقين في فريق واحد".
نيفيل كان يشير في حديثه إلى 6 مواسم بين عامي 2003 و2009، تزامل فيها مع رونالدو في صفوف مانشستر يونايتد.
دخل خورخي بوروتشاغا تاريخ بلاده عام 1986 في كأس العالم التي أقيمت في المكسيك، وذلك من خلال قيادته الأرجنتين للفوز بلقبها العالمي الثاني في تشكيلة كان نجمها المطلق دييغو مارادونا.
وخلال تواجده في قطر لمشاهدة منتخب بلاده يصل الى النهائي السادس له في كأس العالم، كشف بوروتشاغا عن اعجابه الكبير بالقائد الحالي ليونيل ميسي الساعي الى منح بلادها لقبها الأول منذ ذلك التتويج عام 1986.
في نهائي المكسيك وفيما كانت الأرجنتين متعادلة مع ألمانيا الغربية 2-2 على ملعب "أستيكا"، خطف بوروتشاغا الفوز واللقب الثاني لبلاده بتسديدة بيمناه في الدقيقة 84، ليُدخِل "جيل مارادونا" التاريخ من بابه العريض.
وفي رده على سؤول لفرانس برس عن دور ميسي مع المنتخب وهل هو سيد الأرجنتين مثل مارادونا عام 1986؟ قال: "بدون شك. بنفس الطريقة التي أخبرنا بها كارلوس بيلاردو في أول مباراة له كمدرب أن الفريق كان فريق مارادونا، فإن المنتخب الحالي هو منتخب ميسي. كان أفضل لاعب في العالم منذ 20 عاماً. يلعب بشكل مختلف، نظراً الى عمره واللاعبين المحيطين به. إنه يخدم الفريق بشكل أكبر ولا يزال قادراً على لمحات عبقرية لكن ربما بشكل أقل مما كان عليه قبل أربعة أو ثمانية أعوام. في البرازيل (الفوز بلقب كوبا أميركا عام 2021)، رفع ثقلاً عن كتفيه وبدأنا نرى ميسي آخر".
وعن مباراة الأرجنتين وكراوتيا التي تأهل من خلالها رفاق ميسي إلى النهائي، قال بروتشاغا: "مباراة رائعة من الأرجنتين. عانوا خلال الدقائق العشرين الأولى ولم تكن لديهم سيطرة كاملة على الكرة".
وأضاف "تمكن المنتخب الأرجنتيني من تحقيق التوازن في السيطرة بعد ذلك وسجل هدفين حاسمين قبل نهاية الشوط الأول. كان الشوط الثاني من طرف واحد لصالح الأرجنتين التي أظهرت أنها فريق رائع مع ميسي في أفضل مستوياته".
وفي معرض رده ما يمثله هدف التاريخي في نهائي مونديال 1986، قال اسطورة الارجنتين: "كانت أسعد لحظة في حياتي. دعنا نتفق على أن التداعيات لم تكن كما هي الآن ولا الإثارة. اليوم، هذه الأشياء لها مدى أكبر بكثير، وتنتشر بشكل أسرع. لكن، بلا شك، هذا الهدف جزء مني. إنه في قلبي وعقلي، حاضر في وسط كل ذكرياتي عندما أفكر به. لاسيما خلال فترة كأس العالم. 36 سنة مرت منذ ذلك الحين، نصف عمري. ما يسعدني هو أني حققت ما نجح به قلة".
لجأ المشجعون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للاعتراض على البطاقة الصفراء التي وجهها الحكم سيزار راموس للمغربي سفيان بوفال أثناء مباراة المنتخبين الفرنسي والمغربي، مشيرين إلى أن القرار كان يجب أن يصب في مصلحة أسود الأطلس وأنه كان على الحكم أن يمنحهم ركلة جزاء.
وقع الحادث في منتصف الشوط الأول من نصف نهائي كأس العالم، عندما وجد حكيم زياش مساحة أمام المدافع الفرنسي ثيو هيرنانديز، فمرر الكرة إلى زميله في الفريق سفيان بوفال، قبل أن يصطدم هيرنانديز ببوفال بقوة داخل منطقة جزاء المنتخب الفرنسي.
وبحسب المجريات، فقد جاء الاصطدام لصالح فرنسا، حيث عاقب الحكم سيزار راموس لاعب ساوثامبتون السابق ومنح بوفال البطاقة الصفراء.
ومع ذلك، تشير الإعادة إلى أن القرار كان من الممكن أن يصب بسهولة لصالح المغرب من خلال ركلة جزاء، ولم يمر دون أن يلاحظه أحد من قبل المشاهدين.
بل أكثر من ذلك، وفي استوديو بي بي سي، كان لدى آلان شيرر وريو فرديناند وجهات نظر متعارضة بشأن الحادث، مع اعتقاد فرديناند أنها عقوبة بينما عارضه شيرر.
وقال شيرر "ليست ركلة جزاء بالنسبة لي.. لا.. هيرنانديز في الواقع يحصل على الكرة. إنه ليس احتجازا للاعب على الإطلاق".
ومع ذلك، كان فرديناند ثابتًا في تأييده المنتخب المغربي، وقال: "أعتقد أنه في أي مكان آخر على أرض الملعب يعتبر خطأ، فلماذا لا تكون ركلة جزاء؟ هو بالتأكيد لا يستحق الإنذار".
من جانبه دعم ستيوارت بيرس، مدافع إنجلترا السابق، فرديناند بالقول: "أقول لكم ماذا، أنا أنظر إلى هذا على أنه ركلة جزاء للمغرب أكثر من ركلة حرة لفرنسا".
ونشر المشجعون شكاواهم الخاصة عبر مواقع التواصل حيث قال أحدهم: "كان ذلك أقرب إلى ركلة جزاء للمغرب أكثر منه بطاقة صفراء لبوفال. إنها صدمة".
ووافق آخر بقوله: "حصل (بوفال) على بطاقة صفراء بدلًا من عقوبة لصالح المغرب" ثم أضاف رمزًا تعبيريًا على وجهه.
وقع الكثير من اللوم على الحكم راموس، حيث قال أحد المشجعين: "نكتة من الحكم، هذا لم يكن خطأ على المغرب على الإطلاق، لكنه بالتأكيد ليس بطاقة صفراء".
وقال آخر: "قرار مخجل للحكم، حيث كان على المغرب أن يحصل على ركلة جزاء، حصلوا على بطاقة صفراء بدلا من ذلك".
حتى أن البعض غضب أكثر من الحكم وقراره، وقال أحدهم "أنا تائه.. كيف يمكن لهذه أن تكون بطاقة صفراء لبوفال؟ المفروض أنها ركلة جزاء للمغرب. غريب. الحكم وحكم الفيديو المساعد، رهيب ما يحدث في قطر 2022".
حتى أن هناك تغريدة صريحة تظهر نسخة معدلة من صفحة ويكيبيديا الخاصة بسيزار راموس، حيث يوصف الآن بأنه "معجب فرنسي"، تم نشره مع التعليق: "مشجعو المغرب لم يكونوا سعداء بهذه البطاقة الصفراء" , مما يشير على ما يبدو إلى أن الصفحة قد تم تغييرها من قبل مشجع مغربي غير سعيد بأداء الحكام.
أكد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أنه سيخوض آخر مباراة له في كأس العالم لكرة القدم عندما تواجه الأرجنتين الفائز من فرنسا أو المغرب في النهائي يوم الأحد المقبل في قطر.
وقاد ميسي منتخب بلادي للفوز 3-صفر على كرواتيا في قبل النهائي الليلة الماضية وسيخوض مباراته الدولية 172 عندما يحاول حصد أول لقب لكأس العالم لبلاده منذ 1986.
وقال ميسي "أشعر بسعادة كبيرة لأنني قادر على تحقيق ذلك وإنهاء رحلتي في كأس العالم بخوض آخر مباراة لي بالنهائي".
وأضاف قائد الأرجنتين "لقد مرت سنوات عديدة ولا أعتقد أنني سأكون قادرا على القيام بذلك. إنهاء مسيرتي في كأس العالم على هذا النحو يمثل الأفضل لي"، وفقا لما ذكرته رويترز.
ويشارك اللاعب البالغ من العمر 35 عاما في كأس العالم للمرة الخامسة، متجاوزا بذلك 4 مرات لكل من النجم الراحل دييغو مارادونا وخافيير ماسكيرانو.
وبهدفه الخامس في قطر، تفوق أيضا على غابرييل باتيستوتا كأفضل هداف للأرجنتين في نهائيات كأس العالم برصيد 11 هدفا.
وأضاف ميسي "كل شيء جيد والأرقام القياسية جيدة، لكن الشيء المهم هو أن تكون قادرا على تحقيق هدف الفريق، وهو أجمل شيء على الإطلاق. نحن على بُعد خطوة واحدة بعد القتال الجاد، وسنقدم كل شيء لمحاولة تحقيق اللقب هذه المرة".
ودفع انتصار الليلة الماضية آلاف المشجعين إلى النزول إلى الشوارع في الأرجنتين للاحتفال بتأهل المنتخب الوطني لنهائي كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه , وستلتقي فرنسا مع المغرب في مباراة قبل النهائي الأخرى اليوم الأربعاء.